Web
Analytics

هذه أسرار فشل الدبلوماسية الجزائرية في مواجهة المغرب!

“ريف سيتي24”

استعرض الباحث الأكاديمي المغربي، بلال التليدي، الإخفاقات الجزائرية على المستوى الخارجي في صراعها مع المغرب، خاصة في الآونة الأخيرة، على المستويات الإقليمية والإفريقية.
في هذا الصدد، قال التليدي في مقال له، إنه بات واضحا أن السبب الرئيسي لإعفاء وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان العمامرة، لم يكن فقط بسبب رغبة في إزاحته من سباق الرئاسة الانتخابي، وإنما أيضا على خلفية إخفاقاته الدبلوماسية، موضحا أن “الأمر في الجوهر لا يتعلق بالعلاقة بين الرئيس ووزير الخارجية السابق، وإنما يتعلق بتقدير المؤسسة العسكرية لمسار إدارة الصراع مع المغرب“.
وتابع الكاتب، “الجديد في إدارة التوتر الذي برز في الأيام القليلة الماضية، شمل ثلاثة ملفات أساسية، الأول رياضي، يتعلق بفشل الجزائر في كسب رهان تنظيم كأس الأمم الافريقية (الكاف) سنة 2025، وحديث إعلامي جزائري كثيف عن فشل آخر متوقع في تنظيم كان 2027، بعد تقديمها لملف ترشيحها، بزعم أن السينغال ستكون الأوفر حظا”.

الملف الثاني، وفق المتحدث، ويتعلق بالعلاقة مع الاتحاد الأوروبي، فقد برزت ثلاثة تطورات مهمة، تكشف خيبة الدبلوماسية الجزائرية في إدارة الصراع مع المغرب، فمن جهة، نشرت لجنة التحقيق في برامج «بيغاسوس» التابعة لبرلمان الاتحاد الأوروبي تقريرا مفصلا يبرئ المغرب من التهم الموجهة له، وكشف رئيس اللجنة، عضو البرلمان الأوروبي، البرلماني الهولندي «جيرون لينيرز» أنه بعد مضي أربعة عشر شهرا على التحقيق، لا يوجد أي دليل ضد المغرب يثبت مزاعم استعماله برنامج «بيغاسوس».

وأردف، ومن جهة ثانية، صوت البرلمان الأوروبي في 11 مايو على اللائحة المتعلقة بوضع الحريات الإعلامية في الجزائر، بتأييد 536 نائبا ورفض 4 وامتناع 18، وقد مثلت هذه اللائحة إدانة قوية لوضعية حقوق الإنسان في الجزائر وبشكل خاص وضعية حرية الصحافة والتعبير، وهو التصويت الذي أغاظ السلطات الجزائرية، فجاء الرد من قبل غرفتي البرلمان، ببيانات شديدة تصف ما صدر عن البرلمان الأوروبي، بـ«الانزلاق الخطير» و«التدخل السافر» في الشأن الداخلي.

وأما النكسة الثالثة، في هذا الملف، بحسب الكاتب، وتتعلق بدخول العلاقات المغربية الإسبانية من جهة، والعلاقات المغربية الألمانية من جهة ثانية، والعلاقات المغربية البريطانية من جهة ثالثة، إلى دائرة الشراكة الاستراتيجية، من خلال مشاريع الطاقة (تزويد 7 ملايين أسرة بريطانية بالكهرباء) أو الطاقة المتجددة (كما هو الشأن بالنسبة للهيدروجين الأخضر مع ألمانيا) أو الشراكة المتنوعة الأشكال مع مدريد.

واسترسل التليدي، أما النكسة الرابعة، فتتعلق بالاختراق الجديد الذي حققه المغرب مع البرتغال، وإعلان دعمها لمقترح المغرب في الحكم الذاتي وذلك خلال الاجتماع الـ 14 رفيع المستوى بين الرباط ولشبونة الذي قرر رفع العلاقة بين البلدين لمستوى استراتيجي.

وقال الباحث الأكاديمي، إن هذا التطور أزعج الجزائر، ودفع بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى زيارة البرتغال بشكل غير مبرمج سلفا، من أجل الاستدراك وإزالة المبادرة من يد الرباط حيث تم اتفاقات تبادل ثنائي في مجال الحوكمة الرقمية وعصرنة الإدارة، والتبادل الثقافي، ومذكرات تفاهم تتعلق بالمؤسسات الناشئة والابتكار، عقد شراكة بين رجال الأعمال الجزائريين وكونفدرالية الشركات البرتغالية.

وبخصوص الملف الثالث الذي برز في الفترة الأخيرة، يردف التليدي، فيتعلق بالتموقع السياسي والاستراتيجي في إفريقيا، حيث بذلت الجزائر جهدا من أجل الاستدراك، وحملت التطورات الجارية حدثين اثنين يرمزان للتحرك الجزئي للدبلوماسية الجزائرية، ويتعلق الأول، بالوفد الإفريقي للوساطة بين روسيا وأوكرانيا للتسوية السلمية، والذي تقوده كل من جنوب إفريقيا وأوغندا، اللتين تعاديان مصالح المغرب في الصحراء، واصفا هذه التحركات الرمزية.

وأما الحدث الثاني، يقول التليدي ، ويتعلق بتصريحات صدرت من رئيس مجموعة البنك الإفريقي للتنمية اكينوومي اديسينا، بأن المؤسسة المالية تدعم المشروع النجيري الجزائري لمد أنبوب الغاز العابر للصحراء نحو أوروبا.

وأشار المتحدث، أن هذا الحدث لا يحمل أي دلالة سياسية أو استراتيجية، ذلك أن المتحدث باسم البنك الإفريقي للتنمية، لم يقدم أي التزام بشأن التمويل، وإنما تحدث عن إمكانية الدعم بناء على الطابع الاستراتيجي للمشروع، مذكرا بأن المتحدث سبق أن صرح بنفس الكلام فيما يخص الخط النجيري المغربي.

شاهد أيضاً

 بعد التصدي لمنتجات المغرب.. ناصر بوريطة يدعو الاتحاد الأوروبي إلى علاقات تجارية منصفة

“ريف سيتي24” اعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الاثنين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *