
“ريف سيتي24”
لوحظ خلال الأسابيع الأخيرة في أوساط النشطاء الريفيين بالمهجر عودة الحديث “المناسباتي” حول موضوع الغازات السامة التي قصفت بها إسبانيا القرى والبوادي الريفية خلال العشرينات من القرن الماضي.
ونظرا لحساسية هذا الموضوع، خاصة وأنه عنوان بارز لجرائم الإبادة الجماعية وللجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها الدولة الإسبانية في حق الريفيين، كان ولا يزال موضوع “محرما سياسيا” لا على المستوى المغربي ولا على المستوى الإسباني، إلى درجة تعالت معها أصوات تتهم صراحة الدولة المغربية أحيانا بالتواطؤ مع الإسبان وأحيانا أخرى بارتكاب نفس الجريمة خلال انتفاضة نهاية الخمسينات.
وللإشارة، فقد كانت “جمعية الريف للدفاع عن ضحايا الغازات السامة”، أول وآخر من طرح سياسيا وحقوقيا موضوع الغازات السامة، ليختفي الموضوع بعد ذلك نهائي، قبل أن يعود إلى الساحة في الآونة الأخيرة مع الترجمة الثانية، من الألمانية إلى العربية، لكتاب “الغازات السامة ضد عبد الكريم الخطابي: ألمانيا وإسبانيا والحرب الكيماوية في الريف 1922-1927” لمترجميه حسن الغلبروزي وعبد المجيد عموري، وهو ما أثار جدلا واسعا في الأوساط الريفية وفي أوساط المتتبعين بصفة عامة، أولا لكون أحد المترجمين لا يتقن اللغة الألمانية، لا شفويا ولا كتابة، وبالتالي فمن عاشر المستحيلات أتدن يترجم كتابا ضخما عبارة عن تحقيق حول موضوع شائك كموضوع الغازات السامة.
والسبب الثاني المثير للجدل والشكوك هو وقوف المسمى فريد أولاد لحسن وراء نشر ذات الكتاب، وهو الشخص المعروف باختلاسه لأموال الدعم العمومي للجمعيات المدنية بهولندا، والمعروف أيضا في اشتغاله في موضوع معالجة التطرف والإرهاب الإسلاميين بهولندا ، وهو الموضوع الذي تحتكره أجهزة معروفة، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول هذا الناشر المزعوم لكتاب ترجمه مترجم مزعوم لا يتقن حتى اللغة الأصلية للكتاب.
للإشارة، فقد كان موضوع الغازات السامة م ضوع مربحا، سياسيا وماليا بالنيبة للأطراف التي تتلاعب به لمصلحة هذا الطرف أو ذاك، وبالتالي يبقى السؤال مطروحا حول الجهة المستفيدة من هذه الترجمة وهذا النشر الملغومين لكتاب بالغ الأهمية.