
“ريف سيتي24”
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أسماء جديدة – قديمة قررت الترشح في الانتخابات الجماعية والتشريعية بألوان سياسية بديلة بعدما غادر أصحابها دون سابق إنذار أحزابهم في إطار الاستعداد الأولي لخوض غمار الاستحقاقات والاحتفاظ بمقاعدهم في المجالس الجماعية ومجلس النواب.
وأضحى هذا الواقع الغريب يثير استياءً عاما لدى الكثير من المهتمين بالشأن السياسي، عبروا عنه في مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن الاحتفاظ بنفس الوجوه التي فشلت خلال هذه الولاية المشرفة على الانتهاء ينذر بغياب شروط التغيير محليا وبالتالي انعدام فرص استقطاب الكفاءات للترافع عن مصالح المنطقة لاسيما خلال هذه المرحلة التي تتسم بالكثير من التراجعات على المستويين الاقتصادي والاجتماعي في ظل القضاء على التهريب المعيشي والقطاع غير المهيكل وبروز بوادر أزمة عامة أرخت بظلالها على المئات من الأسر نتيجة لتدابير مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.
واستغرب متحدثون لـ“ريف سيتي24”، رفع الأحزاب السياسية من أنشطة الاستقطاب خلال هذه المرحلة دون الأخذ بعين الاعتبار شعاراتها التي ظلت ترردها طوال السنوات السابقة، وضربها عرض الحائط لخطاب التغيير والبحث عن الكفاءات، حيث أصبحت أغلبها لا تفرق بين الصالح والطالح، الفاشل والفاسد، مركزة في كافة مفاوضتها مع من ستمنحهم التزكية على ضرورة كسب مقاعد في المجالس المنتخبة وغرفتي البرلمان مهما كانت الوسيلة المعتمدة في ذلك.
ومن ضمن الخرجات الأخيرة لبعض القيادات الحزبية، والتي يرى المهتمون بالشأن السياسي أنها شكلت ردة على خطابهم في الماضي، تلك المرتبطة بمحاولة منح الفرصة لفاشلين من أجل خوض غمار الانتخابات مرة ثانية بعدما تخلت عنهم أحزابهم السياسية لأسباب ظلت معروفة لدى الأغلبية، وهي قرارات أصبحت تغذي بشكل كبير مشاعر الاستياء من الانتخابات واشجع على عزوف الشباب ليظل كالعادة مجال المشاركة مفتوح فقط أمام أصحاب بائعي الذمم والراغبين في الحصول على الامتيازات من طرف “أصحاب الشكارة” و السماسرة ممن ألفوا تحويل هذه المناسبة الدستورية إلى محطة يظهرون فيها كل أنواع الخبث السياسي لتحقيق مصالحهم الضيقة.
وفي هذا الإطار، قال محمد، س، طالب جامعي بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، إنه ظل يفكر في الانتماء لواحد من الأحزاب السياسية بالمنطقة، لكن الأخبار التي أصبح يقرأها خلال هذه الفترة أصابته بالكثير من الاحباط، مضيفا “السؤال المحير أن بعض القيادات الحزبية كانت تردد خلال لقاءات حضرها في السابق شعارات كلها أمل وطموح، من قبيل الدفاع عن مصلحة البلاد والعباد، لكن سرعان ما انقلب هؤلاء على أنفسهم بعدما قررت أحزابهم اختيار مرشحين من قائمة نفس الأشخاص الذين فشلوا لسنوات والمراهنة عليهم طمعا في مقاعد أصبح العموم متأكدين من أن النتائج التي ستحققها لن تخرج عن مجال المصالح الشخصية”.
ويرفض الكثير من الشباب بالناظور الانتماء السياسي، لكونهم مقتنعين بأن استقطابهم من طرف الأحزاب يروم فقط كبح قدرتهم على التفكير والابداع والمساهمة في التدبير، ذلك لأن رغبة القيادات الحزبية تنصب في اتجاه استقطاب الطلبة والباحثين ونشطاء المجتمع المدني بهدف تحويلهم إلى رقم يستعمل في الانتخابات مقابل استمالتهم بما يجعلهم واثقين من ربط العلاقات مع دوائر السلطة والقرار للظفر ببعض النعم كالوظيفة العمومية أو دعم المشاريع الخاصة بعيدا عن مبدأي المنافسة وتكافؤ الفرص، وهو منطق يكرس بشكل واضح لأساليب الاستعباد السياسي التي أصبحت تنتج نخبا شبابية مقهورة عطلت عقولها في انتظار موعد الاستفادة من “الكعكة” لكن الصدمة في الأخير تكون أقوى من فترة الانتظار.